كيف أشعلت أفعال أدولف هتلر نار الحرب العالمية الثانية؟
أدولف هتلر، الديكتاتور النازي الذي قاد ألمانيا إلى الحرب العالمية الثانية، والتي أسفرت عن وفاة أكثر من 60 مليون شخص. يعد هتلر واحدًا من أشهر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الحديث، ومازالت أفعاله وأيديولوجيته تحتل مكانة مهمة في دراسة الأحداث التاريخية.
من هو أدولف هتلر ؟
ولد أدولف هتلر في العشرين من أبريل عام 1889 في مدينة برونو في النمسا. كان في شبابه يتنازع كثيراً مع والده بسبب حلمه بأن يصبح فناناً تشكيلياً، بينما كان والده يرغب بأن يلتحق بالخدمة المدنية. قضى هتلر فترة من حياته في فيينا بين عامي 1908 و 1913، ثم غادر فيينا إلى ميونيخ وانضم إلى الجيش الألماني.
اشترك في الحرب العالمية الأولى، وأصيب في فخذه الأيسر أثناء المعارك القتالية. ليعود مرةً أخرى للخدمة ويصاب بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجومٍ بغاز الخردل، وأُرسل بعدها إلى المستشفى العسكري للعلاج. على الرغم من الهزيمة الكبيرة للجيش الألماني، حصل هتلر على الصليب الحديدي تقديراً لشجاعته في الحرب.
انضم بعدها هتلر إلى الحزب النازي في نفس العام، وساعد في وضع البرنامج السياسي للحزب، انطلاقاً من استعادة مكانة ألمانيا العظمى مرة أخرى بعد التراجع الشديد الذي تعرضت له عقب الحرب العالمية الأولى.
بحلول عام 21، انفرد هتلر بزعامة الحزب النازي، وبعدها بعامين دخل السجن بتهمة الخيانة العظمى إثر محاولة تنفيذ عملية انقلاب فاشلة على الحكومة الألمانية. ثم أطلق سراحه بعد أن قضى سنة واحدة فقط.
بعد إطلاق سراحه من السجن ، أعاد هتلر تنظيم الحزب النازي ، لكنه فشل في الفوز بالأغلبية البرلمانية في انتخابات عام 1928. ومع بداية الكساد الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1930، تأثرت أوروبا بشكل كبير، وخاصة ألمانيا التي كانت تعاني من أزمة اقتصادية بالأساس. مما أدى إلى انهيار حكومة الائتلاف الحاكم ذات الأغلبية ، و أعطى هتلر فرصة لقيادة المشهد السياسي والفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية في نفس العام.
كان هتلر متحدثاً مفوهاً ومؤثراً، وأجاد الاستخدام المبالغ فيه للغة الجسد، ومن خلال وعود بتطويرات البنية التحتية و بإصلاحات اقتصادية، جذب انتباه قطاع عريض من الألمان المحبطين، ممن يرغبون في التغيير، ما ساعده على تحقيق نسبة كبيرة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية عام 1932، ليصبح بعد ذلك مستشار ألمانيا.
باشر هتلر بوضع أسس النظام النازي، حيث استغل كل الفرص المتاحة لتحويل ألمانيا إلى ديكتاتورية الحزب الواحد. وبعد وفاة الرئيس الألماني، حصل على دعم الجيش، ونجح في إلغاء نظام الرئاسة، وأعلن نفسه قائداً للشعب الألماني. ومن ثم بدأ في تأسيس دولة قوية، وتحويل الجيش الألماني إلى قوة عالمية.
في عام 1938، دفع هتلر قواته للاستيلاء على النمسا، حيث دخل فيينا مع حشد هائل من 200 ألف جندي. وخطابه داخل البرلمان الألماني ، حيث قال إن حربًا عالمية أخرى ستندلع في أوروبا.
لم يتوقف هتلر عند غزو النمسا، بل غزا كذلك بولندا في 1 سبتمبر 1939، وكان واثقاً من أن بريطانيا وفرنسا لن تتقدم لمساعدة بولندا، لكنه كان مخطئاً، إذ أعلنت الدولتان الحرب، وبدأت الحرب العالمية الثانية.
تطورت ممارسات هتلر المعادية لليهود بشكل سريع، لتصل لعمليات إبادة جماعية ضدهم في معسكرات الاعتقال "الأوشفيتز".
اندلعت معركة فرنسا، واستخدم هتلر تكتيك الحرب الخاطفة "بليتزكريج"، والتي تضمنت قصف سلاح الطيران الألماني "لوفت فافا"، ودفع سريع لدبابات "البانز" والمعدات الميكانيكية، تليها دخول المشاة بأعداد كبيرة وبدفعات منظمة، وكانت تلك الخطط تطويراً كبيراً في الأساليب العسكرية في ذلك الوقت، وفاجأت الجيوش التي تعتمد الخطط الكلاسيكية، وأفشلتها في مواجهة الجيش الألماني.
استسلمت فرنسا في 17 يونيو عام 1940، وكانت اتفاقية الاستسلام الفرنسي في نفس عربة القطار التي أجبرت فيها ألمانيا على توقيع اتفاقية فرساي المذلة نهاية الحرب العالمية الأولى.
استماتت بريطانيا، بقيادة "ونستون تشرشل"، في الدفاع عن أراضيها، مما أضطر هتلر لتغيير استراتيجيته العسكرية، وقام بنقض الهدنة مع ستالين، وبدء عملية بارباروسا لغزو الاتحاد السوفيتي، لكنه بذلك ارتكب خطأه الأكبر، حيث فتح جبهة قتال شرقية، أرهقت فيها القوات الألمانية من القتل بأعداد كبيرة، والمجاعة، والبرد.
فشل هتلر في الاستيلاء على مدينة ستالينغراد ، والتي كانت أول هزيمة عسكرية له منذ بداية حملته. وبعد الهجوم الياباني على الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربر، دخلت الولايات المتحدة الحرب في صف دول الحلفاء، وتغيرت موازين الحرب. وفي يوم الثلاثاء 6 يونيو 1944، أنزلت قوات الحلفاء على شواطئ النورماندي، وهو ما يسمى "اليوم دي"، لتكون بداية النهاية للنازية الهتلريّة.
مع تدهور الوضع العسكري، وهزيمة وتراجع الجيش الألماني على الجبهتين الغربية والشرقية، وتقدم دول الحلفاء باتجاه برلين، ازدادت المعارضة السرية في صفوف بعض قادة النخبة المحيطين بِهِتْلِر، والذين رغبوا في التخلص منه. تم دبير أكثر من عملية اغتيال، وكان من أشهرها العملية فالكيري، إلا أنها فشلت جميعاً، ونجا هتلر منها.
تم استدعاء الكبار والنساء وحتى الأطفال للانضمام إلى معركة الدفاع عن برلين، ولكن الزعيم الألماني لم يكن يدرك أن النهاية المأساوية كانت محتومة. في بداية أبريل عام 1945، دخلت القوات السوفيتية العاصمة الألمانية، وسيطرت على مبنى البرلمان الألماني "الرايخستاج".
انتحر أدولف هتلر مع صديقته "إيفا براون"، في مخبأ سري تحت الأرض في برلين. وبرغم توارد النظريات حول طريقة موته واختفاء جثته، إلا أنه على هذا النحو تكون انتهت حياة الرجل الذي قاد العالم بمفرده إلى حافة الدمار، والمسؤول عن التسبب في معاناة لا توصف، بسبب حلم مريض مجنون بالسيطرة على العالم.