أول دولة في التاريخ تعتنق الديانة المسيحية

أرمينيا بلد المشمش، أكثر شعوب العالم التزاماً بالمسيحية، وأول بلد يعلن المسيحية كدين رئيسي للدولة. تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، من دولة عظمى إلى دولة صغيرة بالكاد ترى على الخريطة، وشعب لا يتجاوز 3 ملايين شخص يعيشون على مساحة 29 ألف كيلومتر مربع، معظمها جبال وأراض متعرجة.

أرمينيا بلد المشمش

أول دولة تعتنق المسيحية


أقدم دولة مسيحية


تعد أرمينيا، إلى جانب مصر واليابان والصين وإيران، من بين الحضارات التي نجت منذ آلاف السنين.

تم ذكر أرمينيا لأول مرة في مخطوطة الملك داريوس بهيستون، عام 520 قبل الميلاد.

كما تم ذكر أرمينيا من قبل المؤلف اليوناني هيرودوت و زينوفون في القرن الخامس قبل الميلاد، تحولت أرمينيا إلى المسيحية حوالي عام 300 للميلاد، لتصبح أول مملكة تتبنى الديانة.

لذلك، حافظ الأرمن على التقاليد المسيحية القديمة، واليوم 97 بالمئة من سكان أرمينيا هم من المسيحيين.

توجد فيها أول كنيسة في العالم، وهي كنيسة إتشميادزين التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الرابع.

هذا المكان هو أيضًا المقر الرئيسي لجميع الكنائس في أرمينيا، وهو أحد مواقع الحج الأكثر زيارة في العالم.

كما تمتلك أرمينيا أبجدية خاصة بها، وهي واحدة من أكثر الأبجديات تقدمًا في العالم، والتي تم إنشاؤها في 405 إلى 406 للميلاد على يد الراهب ميسروب ماشدوتس.

تتكون أبجدية ماشتوتس من 36 حرفًا.

أما العاصمة الأرمنية يريفان، فهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. أسسها الملك آرغيشتي عام 782 قبل الميلاد، أي أنها أقدم من روما.

دولة هاربة من الاتحاد السوفيتي


دولة غير ساحلية، تقع جنوب سلسلة جبال القوقاز. تحدها من الشمال والشرق جورجيا وأذربيجان، في حين أن جيرانها من الجنوب الشرقي والغرب هم إيران وتركيا.

جزء صغير من أرمينيا القديمة هو ما بات يمثل أرمينيا الحديثة، فقد تعرضت أرمينيا القديمة للتوغلات الأجنبية المستمرة.

فقدت استقلالها في القرن الرابع عشر الميلادي على يد العثمانيين، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، أصبحت أرمينيا تابعة لروسيا.

في 29 من نوفمبر عام 1920، أُسست جمهورية أرمينيا السوفيتية، وعلى إثر انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلنت أرمينيا استقلالها في 23 من سبتمبر عام 1991 للميلاد.

معظم السكان هم من العرقية الأرمنية، ويتحدثون اللغة الأرمنية، وهي فرع متميز من عائلة اللغات الهندو أوروبية.

أما بقية السكان، فيشملون الأكراد والروس وأعداد صغيرة من الأوكرانيين والآشوريين.

بلد المشمش


أرمينيا بلد جبلي، لا يوجد فيه أراض منخفضة، يتميز بتنوع كبير في المناظر الطبيعية وعدم استقرار جيولوجي.

يبلغ متوسط ارتفاع التضاريس 5900 قدم فوق مستوى سطح البحر، لذلك تواجه البلاد العديد من الصعوبات في توافر الأراضي الصالحة للزراعة.

الزراعة فوق ارتفاع 3300 قدم تتكون من محاصيل الحبوب، بينما تتم زراعة التبغ والبطاطس في الجزء السفلي، الأكثر دفئا من الحزام الجبلي.

من بين العديد من محاصيل البساتين، يعتبر الخوخ والمشمش الأكثر شيوعًا، ويزرع التفاح والكرز في المناخ البارد، وتشتهر البلاد أيضًا بزراعة الجوز والبندق واللوز والرمان والتين.

الهروب من الروبل الروسي


في ظل الحكم السوفييتي، تحول الاقتصاد الأرمني من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الصناعي.

مع ذلك، بقيت الزراعة مهمةً لمعظم السكان، حيث تمثل حوالي خمسي الناتج المحلي الإجمالي وتوظف خمس القوة العاملة.

بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، نفذت أرمينيا عددًا من القوانين لإصلاح اقتصاد السوق.

تضمنت الإصلاحات خصخصة كبيرة للصناعة والزراعة، وإعادة هيكلة الأنظمة الضريبية والمالية، وتحرير الأسعار.

كما أصدرت عملة جديدة لتحل محل الروبل.

الصناعة في أرمينيا


تعتبر مدينة يريفان المركز الصناعي الرئيسي في جمهورية أرمينيا، حيث تمثل ما يقرب من ثلاثة أخماس إجمالي الناتج الصناعي في البلاد.

تحتل الهندسة الميكانيكية، والأدوات الآلية، وآلات الطاقة الكهربائية، والإلكترونيات، والصناعات الكيماوية، والتعدين مكانة بارزة في الصناعات الثقيلة في أرمينيا.

لكن الصناعة الخفيفة والغذائية أيضًا متقدمة بشكل جيد إلى حد ما، وتقوم صناعة الأغذية بمعالجة المنتجات الزراعية التي تلبي الطلب المحلي ويتم تصديرها.

أما الصناعة الخفيفة فتتخصص في إنتاج الأقمشة الصوفية، والحريرية، والقطنية.

ولدى أرمينيا ميزان تجاري سلبي، حيث تستورد أكثر مما تصدر.

تصدر المواد الكيماوية، والمعادن، والآلات، والأدوات الدقيقة، والمنسوجات، والملابس.

وتشمل وارداتها الرئيسية، بالإضافة إلى الفحم والمنتجات النفطية، المعادن، والأخشاب، ومنتجات الورق، والحبوب، واللحوم، والحليب.

مصدر الاستيراد والتصدير الرئيسي لأرمينيا هو روسيا، ولدى البلاد شركاء تجاريون آخرون هم ألمانيا، وإيران، والصين، وجورجيا.

أرمينيا هي من بين الدول التي تشكل، في الوقت الحاضر، ما يسمى بالاتحاد الاقتصادي الروسي، الذي يوفر حرية حركة السلع والخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال بين الدول الأعضاء.

بلغ الناتج المحلي الإجمالي لأرمينيا حوالي 11 مليار و 550 مليون دولار أمريكي في عام 2017، وتزايد بشكل مضطرد خلال السنوات القليلة الماضية.

السياحة في ارمينيا


تعد أرمينيا واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم، مع انخفاض مستوى الجريمة فيها.

وخاصة في فصل الصيف، يمكنك أن تجد الكثير من السكان المحليين والسياح يمشون في الشوارع حتى منتصف الليل.

شعبها مضياف وودود، ويحب مساعدة الغريب، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للسياحة.

تضم البلاد مناظر طبيعية خلابة تشمل جبال الكوهانزور، وبحيرة سيفان، ووادي غارني، وغابات لويزا.

توفر هذه المناطق بيئة مثالية للمغامرات والاستكشاف، وتجعل أرمينيا وجهة جاذبة لمحبي الطبيعة.

جبل أرارات هو الرمز الوطني للبلاد، حيث يعتقد السكان أنه يحمي البلاد من زلزال قوي جدًا.

ويعتقدون أيضًا أن قمة جبل أرارات هي المكان الذي وجدت فيه سفينة نوح.

يرمز اللون البرتقالي، في العلم الأرمني، إلى المشمش، الذي يعد أحد أهم الرموز في أرمينيا.

وعندما تتجول في الأسواق، ستجد بائعيين يبيعون المشمش بجميع أنواعه:

  • المشمش المجفف
  • المشمش الطازج
  • النبيذ بنكهة المشمش
  • عصير المشمش

ومن أبرز عادات الشعب الأرميني هو بقائهم بالقرب من بعضهم البعض، وليس من المألوف أن يعيش البالغون بعيداً عن والديهم.

وفي كثير من الأحيان، لا يخرجون من منزل عائلتهم حتى بعد الزواج.

هذه كانت رحلتنا إلى أرمينيا، أقدم دولة في التاريخ تعتنق الديانة المسيحية، فهل سمعت عنها من قبل؟ أخبرنا، ماذا تعرف عنها؟
المقالة التالية المقالة السابقة
1 تعليق
  • فاطمة
    فاطمة 19 أبريل 2024 في 10:31 ص

    شكرا على المعلومات القيمه

اضـف تعليق
comment url