معبد الكرنك في الاقصر أعظم وأقدم تراث بشري في التاريخ
معبد الكرنك، أعظم تراث بشري، عجائبه وأسراره لا تنتهي، شارك في بنائه 30 فرعونًا، أهم مجمع ديني في العصر القديم، بحيرته المقدسة لا تجف أبدًا، واليوم هو ثاني أكبر معبد تاريخي في العالم، وثاني أكثر المواقع التاريخية زيارة في مصر.
موقع ووصف معبد الكرنك
يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، تحديداً في مدينة الاقصر.
بدايةً، كان هذا المعبد العظيم ديراً صغيراً.
أمر بإنشائه الملك سنوسرت الأول في الدولة الوسطى، واستمر حتى العهد البطلمي.
وقد حكم في هذه الفترة الطويلة 30 فرعوناً، ساهموا في توسعاته، حتى وصلت مساحته إلى 30 هكتاراً.
وكل قطعة منه حملت طابع الحقبة التي بنيت فيها، حتى أنه ضم مجموعة كبيرة من المعابد، كونت مجمعاً دينياً متكاملاً.
أقسام معبد الكرنك وتفاصيله
يعد معبد الكرنك ثاني أكبر مجمع ديني قديم في العالم، بعد معبد انجكور وات في كمبوديا.
كما يعد ثاني أكثر المواقع التاريخية زيارة في مصر، بعد أهرامات الجيزة.
يتكون معبد الكرنك من 4 أجزاء رئيسية:
فناء آمون رع، مقاطعة موت، مقاطعة مونتو، ومعبد أمنحتب الرابع الذي تم تفكيكه، إضافة إلى عدد قليل من المعابد الصغيرة والمقدسة التي تربط بين مقاطعة موت ومعبد آمون رع ومعبد الاقصر.
وفيه أيضا طريق الكباش، البوابة الرئيسية للمعبد، وهو عبارة عن صفين من التماثيل لمجموعة من الكباش، كان يسمى قديما طريق وات نثر.
يتوزع على جانبيه 1200 تمثال على شكل أبو الهول برأس كبش، وهو رمز للإله آمون.
وفي نهاية طريق الكباش يوجد معبد الاقصر.
بمجرد العبور من البوابة، نجد فناء آمون رع، وهو فناء واسع، بدأ العمل في بنائه في عهد الأسرة الثامنة عشر، عندما أصبحت طيبة عاصمة مصر القديمة الموحدة.
أما البهو فقد أنجز بناؤه في عهد ملكي الأسرة التاسعة عشر، سيتي الأول ورمسيس الثاني.
تبلغ مساحة هذا البهو 5 آلاف متر مربع، وبالقرب منه تستقر مسلات تحتمس الأول والملكة حتشبسوت، تليها مجموعة غرفٍ وأفنيةٍ صغيرة.
ولم يكن يدخل هذا المعبد سوى الفرعون والرهبان فقط، على رأس الأعمدة توجد دعاماتٌ تزنُ الواحدة منها ما يقرب من 70 طناً.
كما يضم الكرنك أكثر من معبد، منها معبد الإله آمون رع إله الشمس والريح والخصوبة.
كما توجد مقاطعة الآلهة موت واسمها يعني الآلهة الأم وانشأتها الملكة حتشبسوت، كذلك يوجد معبد الإله منتو إله الحرب عند القدماء المصريين، وأيضا معبد للإله بتاح والإله خنسو اله الشباب والقمر.
كما يحتوي أيضا على معبد مبكر الذي بناه الملك أمنحتب الرابع المعروف تاريخيا باسم اخناتون.
البحيرة المقدّسة معجزة معبد الكرنك الخالدة
في قلب الكرنك توجد البحيرة المقدسة التي تعد سراً من أسرار الفراعنة، بمياهها الثابتة رغم بعدها عن نهر النيل ومرور 3 آلاف سنة على وجودها، إذ حفرت في عهد الملك تحتمس الثالث، سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر.
لكن الغريب أنها لا تجف أبدًا، حتى أن نساء الاقصر أصبحن يعتقدن بأنها مقدسة ويتبركن بها، ويؤمنون بأنها تساعد العقيمات منهن على الإنجاب.
يبلغ طول تلك البحيرة 80 متراً وعرضها 40 متراً.
قديماً كان يحيط بها سور ضخم تهدم مع مرور الزمن، وكان المصريون القدماء يغتسلون بها قبل تأدية الطقوس الدينية.
وعلى جانبي البحيرة الشمالي والجنوبي يوجد مقياسان لتحديد مواعيد فيضان النيل كل عام.
أسماء معبد الكرنك عبر التاريخ
معبد الكرنك عرف قديما باسم بر آمون، أي بيت آمون إله الشمس والخصوبة.
أما في الدولة الوسطى فعرف باسم إبيت-إسوت، أي الاختيار الأفضل، وقد عثر على هذا الاسم منقوشًا على جدران مقصورة سنوسرت الأول.
عرف كذلك باسم نيسوت توا، أي عرش الدولتين، ومع ظهور اللغة العربية حصل على اسمه الحالي الكرنك.
ورغم تبدل أسمائه عبر العصور، إلا أن مكانته لم تتغير، إذ أعدته اليونسكو عام 1979 ميلادية أعظم تراث بشري على الإطلاق.
فما رأيك بهذا الصرح التاريخي العظيم؟ وهل زرته من قبل؟ يمكنك الإجابة في التعليقات.